المجلس الإستشاري الوطني للوحدة

المجلس الإستشاري الوطني للوحدة

  • facebook icon
  • blog icon
  • youtube icon

حفل تنصيب الرئيس رقم 20 لكوريا الجنوبية يون سوك يول

  • قسم التواصل والإعلام
  • 10.05.2022


حفل تنصيب الرئيس رقم 20 لكوريا الجنوبية يون سوك يول



أيها الشعب الكوري الرفيق،

أيها المواطنون الكوريون بالخارج وعددهم سبعة ملايين ونصف

أيها المواطنون الرفقاء في شتى أنحاء العالم،


أقف أمامكم اليوم، وأنا أشعر بالتواضع تجاه الثقة والمسؤولية اللتيّن أعطيتموني إياهما، ومدركًا لواجبي الجاد لإعادة بناء هذه الأمة العظيمة. إنها دعوة جيلنا لبناء دولة تتبنى الديمقراطية الليبرالية وتضمن بناء اقتصاد سوق مزدهر، دولة تفي بمسؤوليتها كعضو موثوق به في المجتمع الدولي، ودولة تنتمي حقًا إلى الشعب. أشكركم أيها الشعب الكوري الرفيق، على تكريمكم بهذه المناسبة التاريخية بحضوركم.


كما أعرب عن امتناني العميق للرئيس السابق مون جاي إن وبارك كون هي وسعادة السيدة. حليمة يعقوب، رئيسة جمهورية سنغافورة، وسعادة السيد/ فوستين أرشينج تواديرا، رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى، وفخامة السيد وانغ تشيان، نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية، وسعادة السيدة/ ديا بيرماتا ميغاواتي سوكارنوبوتري، الرئيسة السابقة لجمهورية إندونيسيا، وفخامة السيد/ دوغلاس كريج إمهوف، الرجل الثاني في الولايات المتحدة الأمريكية، وسعادة السيد/ جورج جيه فري، رئيس مجلس الشيوخ الكندي، وسعادة السيد/هاياشي يوشيماسا، وزير خارجية اليابان، وكبار الشخصيات الذين قدموا من الخارج للاحتفال بهذه المناسبة وغيرهم من الضيوف الكرام على حضورهم.


أود أن أشكر وأقدم فائق الاحترام للشعب الكوري لتحمله العديد من الصعوبات خلال العامين الماضيين في المعركة ضد جائحة الكوفيد 19. كما أود أن أشكر جميع الأطباء والممرضات ومقدمي الرعاية لتفانيهم. إن احترافهم هو ما ساعدنا جميعًا في التغلب على هذه الأزمة غير المسبوقة.


أيها الشعب الكوري الرفيق وأيها المواطنين في شتى أنحاء العالم،


نواجه اليوم أزمات متعددة؛ فهناك الأوبئة التي تغير بشكل جذري الطريقة التي نعيش بها؛ ونظم التجارة سريعة التطور وإعادة ترتيبات سلاسل التوريد العالمية التي تؤثر على اقتصاداتنا ؛ وتغير المناخ وأزمات الغذاء والطاقة التي تسبب الفوضى في جميع أنحاء العالم ؛ والنزاعات المسلحة والحروب كلها أزمات معقدة لا يمكن لدولة واحدة أو مجموعة من البلدان حلها بمفردها. إن مثل هذه الأزمات المعقدة والمتعددة الأوجه تلقي بظلالها الطويلة والقاتمة علينا.


على الصعيد المحلي، تشهد العديد من البلدان، بما في ذلك كوريا، معدلات نمو منخفضة قياسية وارتفاعًا في معدلات البطالة. تشهد العديد من البلدان فجوة آخذة في الاتساع في الأجور والاستقطاب داخل المجتمع حيث تتعمق الفتنة والخلافات الداخلية الأمر الذي أدى بالعديد من إخواننا المواطنين إلى فقدان شعورهم بالمجتمع والانتماء.


فشلت العملية السياسية التي تتحمل مسؤولية معالجة هذه القضايا وحلها بسبب أزمة الديمقراطية وأحد الأسباب الرئيسية لهذا الفشل هو الانتشار المقلق لمناهضة الفكر. عندما يختلف الأفراد حول قضايا معينة ويسعون للتوصل إلى حل وسط، لا يمكنهم فعل ذلك إلا عندما يتم تفعيل الحقائق العلمية والحقيقة كأساس لمناقشاتهم. هذه هي المنهجية المنطقية والعقلانية التي هي أساس الديمقراطية.


لسوء الحظ، غالبًا ما تنحرف الحقيقة عن الشكل وتشوه بشكل كبير بسبب النزاعات بين الأمم أو بسبب العداء بين مجموعات مختلفة داخل المجتمع. عندما نختار أن نرى فقط ما نريد أن نراه ونسمع فقط ما نريد أن نسمعه؛ عندما يتم الاعتداء على الجماهير ويتم تكميم أفواه أولئك الذين لا يتفقون معهم ويفعلون ذلك باستخدام القوة الغاشمة - فهذه هي الطريقة التي تضعف بها مناهضة الفكر ديمقراطيتنا بشكل خطير وتعرضنا للخطر. هذا ما يهز ثقتنا بالديمقراطية. عندما يحدث هذا، فإنه يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لنا لإيجاد حل فعال للعديد من التحديات المعقدة التي نواجهها بشكل جماعي.



ومع ذلك، لا شيء مستحيل. يمكننا التغلب على التحديات التي نواجهها اليوم والتي سنواجهها بلا شك في المستقبل. يتمتع الكوريون بتاريخ تليد مفعم بالفخر ويبرز تصميمنا الذي لا يتزعزع. طوال تاريخنا، اجتمعنا في أوقات الأزمات. شارك كل واحد منا وساهم بكل ما في وسعه. الكوريون لم يستسلموا أبدا. بل أصبحنا أقوى وأكثر حكمة.


بصفتي الرئيس الجديد، أشعر بتواضع عميق تجاه الواجب الرهيب المتمثل في إخراج أمتنا من هذه الأزمات الأخيرة. كما أنني ممتن للتكليف الذي عهد به شعب هذه الأمة العظيمة إليّ. أنا واثق من أننا سنتغلب مرة أخرى على الصعوبات. كما أتطلع إلى العمل مع إخواننا المواطنين في جميع أنحاء العالم لحل المشاكل ليس فقط داخل حدودنا ولكن أيضًا لحل تلك المشكلات التي تحدث في الخارج.


أيها الشعب الكوري الرفيق وأيها المواطنين في شتى أنحاء العالم،


الإيمان بالقيم المشتركة أمر بالغ الأهمية إذا أردنا التغلب على هذه التحديات بنجاح. وتعد "الحرية" هي أهم القيم الأساسية. يجب أن نحدد بوضوح - وأن نعيد التأكيد بشكل لا لبس فيه - على المعنى الحقيقي للحرية.


يظهر التاريخ البشري أنه عندما تسود الحرية السياسية والاقتصادية، فسيتزايد الازدهار والوفرة. وعندما يزدهر الرخاء والحرية الاقتصادية، عندها تصل الحرية حتى إلى أعلى الزوايا.


تعد الحرية إحدى القيم العالمية. يجب أن يتمتع كل مواطن وكل فرد في المجتمع بالحرية. إذا تم التعدي على حرية المرء أو تركها دون تصحيح، فهذا يمثل اعتداء على حرية الجميع.


الحرية ليست شيئًا يستمتع به الفائز فقط. لكي كل فرد يتمتع بالحرية، يجب أن يُسمح للجميع بالتمتع بمستوى معين من الحرية الاقتصادية؛ يجب أن يُكفل لكل فرد الحق في الحصول على تعليم جيد ويجب أن يُمنح كل فرد حرية الوصول إلى الأنشطة الثقافية المختلفة وممارستها. لا يمكن اعتبار المرء مواطناً حقيقياً في غياب هذه الحرية. إذا تم انتهاك حريته أو حرمان المرء من الضروريات الأساسية لكونه مواطنًا حرًا، فيجب على بقية المجتمع أن يتحدوا ويصححوا هذا الانتهاك.


يجب على الدول الفردية أن تفعل ذلك ولكن يجب على مواطني العالم أيضًا أن يتضامنوا لمواجهة هذا الظلم إذا حدث وبمجرد ظهوره. الجوع والفقر وإساءة استخدام السلطة والنزاع المسلح يسلبنا حريتنا الفردية ويحرمنا من حقنا غير القابل للتصرف في السعي وراء تحقيق السعادة. نحن، كمواطنين عالميين نتمتع بحرية حقيقية، يجب ألا نغض الطرف أبدًا عندما يتم الاعتداء على الحريات. تلتزم الحرية بالقواعد وتسعى لمساعدة المحتاجين. تتعلق الحرية برعاية إخوتنا من البشر في ظل روح التضامن والأخوة.


أيها الشعب الكوري الرفيق،

أنتقل الآن إلى الأجندة المحلية حيث أود أن أؤكد بعض النقاط.


يعاني مجتمعنا من الانقسام والصراع الاجتماعي الذي يهدد حريتنا ونظامنا الديمقراطي الليبرالي. إنه يقوّض قدرتنا على تحقيق تقدم مجتمعي أكبر. لا أعتقد أنه يمكننا التغلب على هذه المشكلة دون تحقيق نمو سريع ومستدام أولاً.


سيهيئ النمو السريع فرصًا جديدة وسوف يُحسّن الحراك الاجتماعي، وبالتالي يساعدنا على التخلص من العقبات الأساسية التي تؤدي إلى تفاقم الانقسامات الاجتماعية والصراعات. من الضروري بالنسبة لنا أن نحقق تلك القفزة الكبيرة. من الأهمية بمكان أن نحقق نموًا سريعًا ولن يكون ذلك ممكنًا إلا من خلال العلم والتكنولوجيا والابتكار.


العلم والتكنولوجيا والابتكار - سوف يحمون ديمقراطيتنا، ويوسعون نطاق حريتنا وحقوقنا التي لا يمكن المساس بها للسماح لشعبنا بالتمتع بحياة كريمة مستدامة.


لا يمكن أن يتحقق التقدم العلمي والتقدم التكنولوجي والابتكار الخارق من تلقاء نفسه. يجب أن نعمل مع الدول الأخرى ذات التفكير المماثل التي تحترم الحرية وتشجع الإبداع.


رفاقي المواطنون هنا في كوريا وفي الخارج ،


تخلق الديمقراطية الليبرالية السلام الدائم والسلام هو ما يصون حريتنا. يصبح السلام مضمونًا عندما يتحد المجتمع الدولي الذي يحترم الحرية وحقوق الإنسان.


لا يعني السلام مجرد تجنب الحرب - السلام الحقيقي هو السماح بازدهار الحرية والرخاء. السلام الحقيقي هو السلام الدائم. السلام الحقيقي هو السلام المستدام. السلام في شبه الجزيرة الكورية هو نفسه السلام في شمال شرق آسيا - لا يمكن استثناء منطقتنا من التهديدات التي تعرض سلام المناطق الأخرى للخطر. نحن، كمواطنين عالميين، يجب أن نتخذ موقفًا ضد أي محاولة تهدف إلى نزع حريتنا أو انتهاك حقوق الإنسان أو تدمير السلام.


في حين أن برامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية لا تشكل تهديدًا لأمننا وأمن شمال شرق آسيا فقط، فإن باب الحوار سيظل مفتوحًا حتى نتمكن من حل هذا التهديد سلميًا.


إذا شرعت كوريا الشمالية بصدق في عملية لإتمام نزع السلاح النووي، فنحن على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي لتقديم خطة جريئة من شأنها تعزيز اقتصاد كوريا الشمالية بشكل كبير وتحسين نوعية الحياة لشعبها.


سيساهم إخلاء كوريا الشمالية من الأسلحة النووية بشكل كبير في إحلال السلام الدائم وتحقيق الازدهار في شبه الجزيرة الكورية وخارجها.


رفقائي الكوريون


كوريا هي عاشر أكبر اقتصاد في العالم. من واجبنا القيام بدور أكبر يليق بمكانتنا كدولة قائدة عالميًا. يجب علينا حماية وتعزيز القيم العالمية والمعايير الدولية التي تقوم على الحرية واحترام حقوق الإنسان.


يجب علينا القيام بدور أكبر في توسيع نطاق الحرية وحقوق الإنسان ليس فقط لأنفسنا ولكن للآخرين أيضًا. يتوقع المجتمع الدولي منا أن نفعل ذلك. يجب علينا الرد على ذلك النداء.


ا جدوى من التفريق بين القضايا المحلية والقضايا الدولية. عندما نتولى دورًا دوليًا أكبر، يمكننا أيضًا إيجاد الحل المناسب للعديد من تحدياتنا المحلية.


أتعهد اليوم رسميًا بأنني سأبذل قصارى جهدي للارتقاء بكوريا لتصبح دولة تنتمي حقًا إلى الشعب نفسه. دولة تقوم على أركان الحرية وحقوق الإنسان والعدالة والتضامن. دولة يحترمها الآخرون في جميع أنحاء العالم. دعونا نبدأ في هذه الرحلة معا.


كرًا لكم.


هل أنت راضي عن المعلومات التي قرأتها؟